باسمه تعالى
تقبل علينا ليلة النصف من شعبان، وهي أعظم ليلة بعد ليلة القدر، فعن الإمام الباقر عليه السلام قال: “هي (ليلة النصف) أفضل الليالي بعد ليلة القدر، فيها يمنح اللَّه العباد فضله، ويغفر لهم بمنه، فاجتهدوا في القربة إلى اللَّه تعالى فيها، فإنها ليلة آلى اللَّه عزَّ وجلَّ على نفسه أن لا يردَّ سائلاً فيها ما سأل، ما لم يسأل اللَّه المعصية… ”
وهي الليلة التي ولد في صبيحتها الإمام المهدي المنتظر “عج” وهي ليلة مباركة، يفرح فيها المؤمنون بولادة صاحب العصر والزمان أروحنا لتراب مقدمه الفداء، ويرتقبون بركاته ونفحاته المباركة.
وهذه بعض التوجيهات المهمة لإحياء هذا الليلة العظيمة:
أولاً: من الضروري للأفراح التي تقام بهذه المناسبة أن تتناسب مع جو المناسبة وقدسيتها، ومن هنا نؤكد على جملة أمور بالنسبة إلى مناسبة الناصفة (القرقاعون)
1- يجب أن لا يُدخلنا فرحنا بالمناسبة في معصية الله، فالغاية لا تبرر الوسيلة.
2- المعصية حرام في كل زمان ومكان، وتشتدّ حرمتها إذا ارتكبت باسم أهل البيت “عليهم السلام” لما فيه من تشويه وإساءة وتوهين.
3- ضرورة الاحتشام التام بالنسبة إلى النساء، واجتناب الزينة عند الخروج.
4- عدم مشاركة الكبار، وتنقلهم بين البيوت، لما فيه من اختلاط منهي عنه شرعا.
5- المأمول من المؤمنين في جميع المناطق توحيد الناصفة في ليلة واحدة هي ليلة النصف، لأنها ليلة المناسبة، وهو ما درج عليه الآباء والأجداد.
6- في حال تعذّر ذلك لأي سبب، فالمفترض أن تكون الناصفة خاصة بأهالي نفس المنطقة.
7- تنقل الأفراد بين المناطق، وتخصيص كل منطقة بليلة يوجب الازدحام بين الناس، وحصول المحاذير الشرعية، وحصول الكلفة الباهظة على أصحاب البيوت من ذوي الدخل المحدود.
ثانياً: نؤكد على أهمية رعاية قدسية مثل هذه المناسبات وعدم انتهاك حرمة المناسبة وصاحب المناسبة وقدسية المكان الذي تقام فيه الاحتفالات كالمساجد والحسينيات من خلال كل ما يتنافى مع قدسية الذكرى وصاحبها والمكان من تصفيق أو تصفير أو كلمات أو حركات غير لائقة، فإنّ في ذلك أكبر إساءة إلى صاحب العصر والزمان، ومن المهم أن يتواصى المؤمنون بذلك، كي لا نكون سبباً في إدخال الحزن على قلب صاحب الزمان في ذكرى مولده.
ثالثاً: نؤكد هنا على أهمية الإحياء العبادي لهذه الليلة العظيمة، التي تلي ليلة القدر في الفضل والبركة، والمؤمنون مدعوّون إلى التفاعل مع برامج الإحياء التي تقام في مختلف المناطق، فإنّ لهذه البرامج العبادية دورها المهم في إجابة الدعاء وقضاء الحوائج والفرج للمؤمنين.
“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” التوبة 105
والله وليّ التوفيق
الأحد 12 شعبان 1444هـ
الموافق 5 مارس 2023م