تاريخ قرية كرانة وما حولها حافل بالأحداث

إن تاريخ قرية كرانة وما حولها حافل بالأحداث، فقبل أكثر من 4000 سنة من الآن كانت منطقة كرانة وما حولها تقبع تحت مياه البحر التي بدأت بالانحسار شيئا فشيئا حتى ظهرت أرض كرانة وبدأ تكوين سواحلها وتربتها التي غدت من أخصب الترب، فبدأت المياه العذبة تتدفق فيها وتكونت العيون الطبيعية ونمت الأشجار المختلفة. وفي أوج قوة حضارة دلمون التي قامت على أرض البحرين بنيت مدينة دلمونية في موقع قلعة البحرين، ضمت تلك المدينة قصر الملك الدلموني والمكاتب الإدارية، أما المناطق المحيطة بالمدينة كمنطقة كرانة والمقشع وغيرها كونت القوس المنتج، فقد شكلت تلك المناطق قوسا يحيط بالمدينة تنتشر فيه جماعات من الشعب الدلموني الذين كانوا يبنون بيوتهم من سعف النخيل ويعيشون بشكل أساسي على الزراعة، فقد كانت الحدائق مليئة بشتى أنواع الثمار وقد أصبح التمر في تلك الفترة من السلع المهمة التي كانت تنتج بغزارة في هذه المنطقة. و بعد أن ضعفت حضارة دلمون وهجرها العديد من الناس، بقيت كرانة معمورة بالسكان وعاش أهلها بصورة مستمرة جيلا بعد جيل، هذا ما تثبته القبور التاريخية التي اكتشفت في كرانة والتي تعود لفترات تاريخية مختلفة. كرانة: الاسم والمكان الفترة الزمنية التي سميت فيها المنطقة باسم كرانة لا تزال غير معروفة إلا إن أقدم ذكر لهذا الاسم كان قبل 500 سنة من الآن وعليه أن الاسم كان معروفا قبل هذا بعشرات أو ربما بضع مآت من السنين، وقد اشتهرت كرانة بالنخيل وأشجار الفواكه المختلفة. وكان اسم كرانة في السابق يطلق على منطقة صغيرة ضمن قرية كرانة الحالية فقد كانت هذه المنطقة قديما تضم قرى صغيرة بين بساتين النخيل وهي الرقعة، والهربدية، وروزكان، والجبيلات (وهناك منطقة أخرى في البحرين تعرف بهذا الاسم)، ونور جرفت، وكرانة، وحلة (كحلة) العين. وقد عمل أهل تلك المنطقة في ثلاثة مجالات «الزراعة وهو السائد بصورة عامة، صيد الأسماك واقتصر على أهالي روزكان، و الغوص لصيد اللؤلؤ وهو مقتصر على أهالي الجبيلات والرقعة». العيون الطبيعية في كرانة هناك أربع عيون رئيسية في منطقة كرانة أو حدودها في تلك الفترة فبالقرب من الحدود الجنوبية الشرقية توجد عينان طبيعيتان احدهما عين الجن أو العين العودة أما العين الأخرى فقد كانت موازية لها من الجهة الغربية من القرية وتسمى عين فضل وقد اندثرت ودفن موقعها حاليا وكانت كلتاهما تسقيان أهل القرية ومزارعهم بواسطة جدولين يجريان من جنوب القرية إلى شمالها، ويصبان بقية الماء في البحر ويؤخذ الماء منهما لسقي الزراعة بواسطة الغراريف الصغيرة. وتعددت قصص الجن في قرية كرانة فقد كان هناك اعتقاد سائد بأن العيون كانت للجن من الليل إلى قبل بزوغ الفجر وللناس النهار كله، حتى سميت إحدى أهم العيون باسم «عين الجن»، فقد قيل ان فلاحي كرانة يرون الجن ليلا عند جداول ومساكر الماء فيعود بعضهم لشدة خوفه إلى القرية ليحكي، وآخرون لا يكترثون بذلك ، وقيل ان الجن يعترضون البحارة . وكان أهالي البحرين قديما يعتقدون بوجود الجن بين النخيل الكثيفة والمتشابكة، فقد كان الأهالي يخوفون أبناءهم «بالخبايا» التي تختبئ بين النخيل الكثيفة ومثل هذه الصور تصبح مبالغا فيها في القرى أو المناطق كثيرة النخيل. تقع عين الجن في الجهة الشرقية من قرية كرانة في منخفض تحيط به البساتين من جهة الشرق ومنازل القرية من الجهة الغربية والجنوبية، ويتدفق ماء هذه العين ليصب في حوض ينساب منها إلى جدول طويل يتجه ناحية الشرق لري المزارع المجاورة وكانت في الماضي تستخدم للسباحة وغسيل أهل القرية.

نقلا عن صحيفة الايام البحرينية

karranah كرانة

مجانى
عرض