لفته مهمة ( شعائر ) ام طقوس مفهومين مختلفين

لفته مهمة ( شعائر ) ام (طقوس) / المفهومين مختلفين

نسمع مصطلح طقوس عاشوراء فهل هذ المصطلح صحيح؟ وهل هو متطابق مع كلمات اهل البيت عليهم السلام ؟؟

( كلمة واحدة قد تتسبب في هدم كل موضعك لسادة العلماء المشايخ الخطباء والحسينيين )

نثمن جهد الخطباء والسادة والمشايخ فهم الخير والصد الاول في هذا الزمان وهم على خير و نحتملهم على الخير .

عند ذكر الممارسات العاشورية ينبغي التفريق بين ( كلمة شعائر وكلمة طقوس ) فالطقوس لا شأن لها بالعبادات والشعائر وغيرها من افعال وتقريرات النبي وال البيت عليهم السلام بل هي مؤذية وتشير لأفعال البدع . وللأسف نسمع هذه الكلمة تزيد مع مر السنين على لسان بعض المشايخ والخطباء والموالين فلا تسمح بأن تشيع مفهوم غير صحيح فكم من معزي وكم من مستمع يترسخ فيهم هذا المفهوم الخاطئ وايضا للحاقدين والحداثيين ان تمر على مسامعهم هذه الكلمة فتأخذ من لسانك . فلم تدر هذه العبارة من الائمة ولا من الاصحاب وعليه (قوله تعالى {فلينظر الإنسان إلى طعامه} .

أولا تعريف الطقوس

وهي ممارسات تقوم بها مجموعات او افراد اكانت جيدة ام محرمة مثل السحر والشعوذة و غيرها .

فهذه مخترعات اخترعها البشر على مر العصور ولا تستند لنص وحي انزل به احد الأنبياء والرسل وانما هي اختراعات اخترعتها البشر من قبيل عبادة الاصنام والحيوانات او عبادة اشخاص يقودون جماعات يمارسون حركات مثل الرقص وإصدار أصوات غريبة يتقربون بها الى معبودهم وبما يطلق عليه (( الطرق ))  لا سند لديهم فهاذا تسمى طقوس .

ثانيا تعريف الشعائر

الآية المباركة ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ وهذه الشعائر اخذت عن النبي الاكرم مثل الحج وغيرها من عبادات وممارسات اقرها وطبقها النبي الاكرم (ص) .

ومصاديق هذه الشعائر العلوية الحسينية ناخذها من افعال النبي وعترته المعصومين وهنا سأورد لكم بعض الروايات من الفريقين

اتفق الفريقين على البكاء على الحسين فقد ورد عن عائشة بنت ابي بكر زوجة النبي (ص)

الطبراني : حدّثنا أحمد بن رشد بن الحصري ، أخبرنا عمرو بن خالد الحراني ، أخبرنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة قالت : دخل الحسين بن علي ـ عليه السلام ـ على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وهو يوحى إليه فنزى على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وهو منكب ولعب على ظهره ، فقال جبرئيل لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : « أتحبّه يا محمّد ؟ قال : يا جبرئيل ، وما لي لا أُحبّ ابني ؟! قال : فإن أُمّتك ستقتله من بعدك ». فمدّ جبرئيل ـ عليه السلام ـ يده ، فأتاه بتربة بيضاء ، فقال : في هذه الأرض يقتل ابنك هذا يا محمّد واسمها الطفّ. فلمّا ذهب جبرئيل ـ عليه السلام ـ من عند رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ والتربة في يده يبكي ، فقال : « يا عائشة ، إن جبرئيل ـ عليه السلام ـ أخبرني : أنّ الحسين ابني مقتول في أرض الطف ، وأنّ أُمّتي ستفتن بعدي ». ثمّ خرج إلى أصحابه فيهم علي وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمّار وأبو ذر وهو يبكي ، فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : « أخبرني جبرئيل : أنّ ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف ، وجاءني بهذه التربة وأخبرني أن فيها مضجعه  . المصدر المعجم الكبير

وفي مصادر الامامية الاثني عشرية الروايات متواترة في فضل البكاء على الحسين ونأخذ منها معتبرة معاوية ابن ابي وهب أبي عبد الله(عليه السلام): (كلّ الجزع والبكاء مكروه، سوى الجزع والبكاء على الحسين(عليه السلام) ودر روايات كثيرة في فضل الجزع على الحسين ع . المصدر أمالي الطوسي

علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، سمعته يقول: (إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جزع، ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن عليّ(عليهما السلام)؛ فإنّه فيه مأجور . المصدر كامل الزيارات

هنا يأتي الفقهاء ليحدوا مصاديق الجزع  وهو نقيض الصبر أي يفقد الانسان الصبر على المصيبة عند فقد عزيز البكاء بصوت مرتفع اللطم مقابل الضرب على الراس والصدر والوجه لفقده الصبر وجزع الانسان على المصيبة التي المت به .

فقد ورد في البحار

لما أتى نعي الحسين (عليه السلام) إلى المدينة خرجت أسماء بنت عقيل بن أبي طالب (رضي الله عنهما) في جماعة من نسائها حتى انتهت إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلاذت به وشهقت عنده، ثم التفتت إلى المهاجرين والأنصار، وهي تقول.
ماذا تقولون إن قال النبي لكم * يوم الحساب وصدق القول مسموع خذلتم عترتي أو كنتم غيبا * والحق عند ولي الأمر مجموع أسلمتموهم بأيدي الظالمين فما * منكم له اليوم عند الله مشفوع ما كان عند غداة الطف إذ حضروا * تلك المنايا ولا عنهن مدفوع قال: فما رأينا باكيا ولا باكية أكثر مما رأينا ذلك اليوم.

ورد الحر العاملي في الوسائل

عن عمرو بن علي بن الحسين قال: لما قتل الحسين بن علي عليه السلام لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح وكن لا يشتكين من حر ولا برد، وكان علي بن الحسين عليه السلام يعمل لهن الطعام للمأتم.

عن حريز، عن زرارة أو غيره قال: أوصى أبو جعفر عليه السلام بثمانمائة درهم لمأتمه، وكان يرى ذلك من السنة، لان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اتخذوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا.

فمن خلال الروايات المستفيضة يستخلص الفقهاء الاحكام في شعائر اهل البيت من افعال الائمة ومن وصاياهم عليهم السلام في الحث على البكاء و الإحياء و الإطعام وإقامة مجالس العزاء ولبس السواد فكلها ( شعائر) وليست (طقوس) مخترعه وبدع ,ينبغي للخطباء الالتفات لهذه الكلمة جيدا فقد مرر هذا المصطلح  من خلال الحداثيين والمخالفين .

عظم الله أجوركم واحسن الله عزائكم◾

حرره السيد مصطفى بن السيد مكي الوداعي

karranah كرانة

مجانى
عرض